انطلقت فعاليات البرنامج الثقافي لسوق عكاظ في دورته الثانية عشرة تحت إشراف اللجنة الثقافية بالسوق برئاسة جامعة الطائف، بمشاركة كورية ومصرية، عبر ندوتين وأمسية شعرية.
وتناولت الندوة الأولى موضوع "اللغة العربية في كوريا"، بينما تناولت الندوة الثانية موضوع "التنمية الثقافية تحديات الحاضر وتطلعات المستقبل"، فيما شارك في الأمسية نخبة من الشعراء العرب، بينهم شاعر عكاظ لهذا العام جاسم الصحيح.
وناقشت الندوة الأولى "اللغة العربية في كوريا"، قضية نشر وتعليم اللغة في كوريا متناولة القضية من أكثر من جانب، وأدار الندوة مدير مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية الدكتور عبدالله الوشمي.
وبدأ أستاذ اللغة العربية بجامعة هانكوك عميد كلية اللغات والثقافات الآسيوية الدكتور عمر ميونج كيون، حديثه في الندوة بنبذة تاريخية عن بداية تدريس اللغة العربية في كوريا، التي بدأت بتأسيس قسم الدراسات العربية في جامعة هانكوك في العام 1965.
وأضاف: "كانت أزمة النفط التي حدثت في العام 1973 نقطة التحول في التعاملات بين كوريا والدول العربية المنتجة للبترول، مما أدى إلى توسع الاهتمام باللغة العربية".
وأرجع الدكتور كيون تزايد الاهتمام بتدريس اللغة العربية في كوريا إلى تزايد حجم التعامل التجاري والاقتصادي بينها وبين الدول الناطقة بالعربية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.
وأفاد أستاذ اللغة العربية بجامعة هانكوك، بأن اللغة العربية هي اللغة الأجنبية الثانية في المرحلة الثانوية في كوريا، حيث تم اعتمادها كمادة رسمية تعترف بها وزارة التربية والتعليم الكورية في العام 1995.
كما أشاد الدكتور كيون بالدور الذي تؤديه الملحقين الثقافية التابعة لسفارة خادم الحرمين الشرفين، وما تقوم به من دعم وتنسيق مع أقسام اللغة العربية في الجامعات الكورية، وتقديم الدورات المتخصصة في اللغة العربية وإقامة المسابقات والمهرجانات السنوية وغيرها من الأنشطة.
وعن تحديات اللغة العربية في كوريا، تحدثت رئيسة قسم اللغة العربية بكلية اللغات والثقافة الآسيوية الدكتورة نبيلة يون كونج، التي عزت السبب الذي تستمد منه اللغة العربية أهميتها في كوريا إلى كونها اللغة الرسمية لـ22 دولة عربية تقع في آسيا وشمال إفريقيا، إلى جانب كونها لغة القرآن التي يستخدمها يومياً في الصلاة مئات الملايين من المسلمين.
كما أرجعت اهتمام الكرويين بدراسة اللغة العربية إلى حجم النشاط الاقتصادي الذي تمارسه كوريا في الدول العربية من خلال شركات عملاقة، مثل شركات سامسونج، وإل جي، وكيا، وهيونداي، وغيرها.
وأفادت الدكتورة نبيلة يون كونج، بأن اللغة العربية تشهد حالياً إقبالاً من الطلاب الكوريين لدراستها ضمن اختبارات اللغة الأجنبية الثانية، لتصل نسبتهم 40 في المئة من إجمالي الطلاب.
وقالت كونج: "تعد جامعة هانكوك من أعرق الجامعات الكورية التي تدرس اللغات الأجنبية عامة واللغة العربية خاصة"، لتقدم بعد ذلك إحصائيات بأعداد دارسي اللغة العربية في الجامعات الكورية ومناهج دراستهم.
وتحدث بعد ذلك أستاذ اللغة العربية بجامعة هانكوك الدكتور كيم دونج هوان، عن اللغة العربية في المعاهد والجمعيات العلمية في كوريا، متناولاً الخلفية التاريخية لإنشاء المعاهد لدراسات الشرق الأوسط في كوريا منذ العام 1961.
وأشار الدكتور هوان إلى تطورات وأنشطة هذه المعاهد العلمية التي تعنى بدراسات الشرق الأوسط، وتاريخ تأسيس المعاهد والجمعيات الكورية التي تدرس اللغة العربية وتخصصاتها وإصدارات كل منها.
كما ناشد الدكتور كيم البلدان العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية، لبذل المزيد من الجهود في نشر اللغة العربية في بلاده، لما في ذلك من فائدة تعود على البلدين.
وطرحت الندوة الثانية التي قدمها الدكتور إيهاب مصطفى، بعنوان: "التنمية الثقافية تحديات الحاضر وتطلعات المستقبل"، عدداً من الموضوعات والتساؤلات حول التنمية والثقافة وعلاقتهما بالمجتمع في المرحلة الحالية.
وقدَّم أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة الدكتور أحمد زايد؛ ورقة عن ثقافة التطرّف، تتناول بالتفصيل مفهوم التطرّف ومعالم ثقافة التطرّف.
وأوضح الدكتور زايد أن المتطرف ينظر إلى العالم من منظور ضيق يحيد فيه عن حد العدل، فيرى الأمور بشكل لا يمكن أن يقبل فيه الآخر، كما أنه يميل إلى فرض الوصاية على الآخرين بأشكال مختلفة، منها طريقة نقده للمجتمع والرموز الثقافية.
كما تعرض أستاذ علم الاجتماع في ورقته إلى طرق مقاومة ومواجهة الفكر المتطرف من خلال التعامل مع العولمة بعقلانية، وبناء العقل المتفتح، وبناء روابط الثقة بين أفراد المجتمع، وتطوير الخطاب الديني، وبناء مجتمع المعرفة.
بينما ناقشت أستاذ علوم التربية بجامعة الملك سعود الدكتورة فوزية البكر، احتياجات المملكة العربية السعودية لتحقيق التنمية الثقافية في ورقة بعنوان: "سبل تحقيق التنمية الثقافية بما يتوافق مع المتطلبات المحلية والثقافة العالمية".
وتعرضت البكر في بحثها للمقصود بالتنمية الثقافية، حيث عرفتها بأنها "فضاء يتحرك في مدارات معرفية محددة بمنهجية وأولويات وذلك لتطوير وجدان معرفي مستقبلي يساعد قدرات الإنسان على التطور والإبداع".
كما شرحت بشئ من التفصيل أهمية التنمية الثقافية في ظل رؤية المملكة 2030، ومقوماتها، وسبل تحقيقها قائلة: "لكي نحقق التنمية الثقافية لابد من وجود استراتيجيات واضحة بين مؤسسات الدولة والخاصة في مجال تشجيع العناية بالشأن الثقافي، وتشجيع المبدعين في كل القطاعات، والذي سيكون عاملا مهما لطفرة حقيقية".
وذكرت أستاذ علوم التربية، أن كل أنواع التنمية السياسية والتشريعية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والاجتماعية تحتاج لتحقيقها إلى تنمية ثقافية.
واختتمت الدكتورة البكر ورقتها باستعراض المتطلبات التي تحتاجها المملكة العربية السعودية للنهوض بالتنمية الثقافية.
من جانبه، قدّم أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة الدكتور سعيد المصري، في ورقة بعنوان "الثقافة والتنمية المستدامة"، تعريفاً للتنمية المستدامة بأنها "كل صور التطوير المستمر والهادف للارتقاء بالحياة الإنسانية بصورة عادلة ومتوازنة"، مستعرضاً التحديات الثقافية لها.
وفي ختام الندوة، ألقت أستاذ النقد والأدب الحديث بجامعة الإسكندرية الدكتورة سحر الشريف، ورقة بحثية بعنوان: "دور المسرح في التوعية الثقافية تجربة المسرح الجامعي في مصر نموذجاً"، أوضحت فيها كيف يعد المسرح من أكثر الفنون تأثيراً في وجدان الشعوب، لدرجة أنه أصبح من الركائز الأساسية التي تقدم فرص التنوير من خلال ما يقدمه من علوم ومعارف وحقائق في شتى المجالات، فضلاً عن مخاطبته كل فئات وشرائح المجتمع.
واختتمت فعاليات البرنامج الثقافي لليوم الأول بأمسية شعرية، شارك فيها كل من الشاعر الدكتور حسن طلب، والشاعر جمال المُلا، وشاعر عكاظ جاسم الصحيح، والشاعر محمد عبدالباري، وأدارها الدكتور منصور الحارثي.
وتناولت الندوة الأولى موضوع "اللغة العربية في كوريا"، بينما تناولت الندوة الثانية موضوع "التنمية الثقافية تحديات الحاضر وتطلعات المستقبل"، فيما شارك في الأمسية نخبة من الشعراء العرب، بينهم شاعر عكاظ لهذا العام جاسم الصحيح.
وناقشت الندوة الأولى "اللغة العربية في كوريا"، قضية نشر وتعليم اللغة في كوريا متناولة القضية من أكثر من جانب، وأدار الندوة مدير مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية الدكتور عبدالله الوشمي.
وبدأ أستاذ اللغة العربية بجامعة هانكوك عميد كلية اللغات والثقافات الآسيوية الدكتور عمر ميونج كيون، حديثه في الندوة بنبذة تاريخية عن بداية تدريس اللغة العربية في كوريا، التي بدأت بتأسيس قسم الدراسات العربية في جامعة هانكوك في العام 1965.
وأضاف: "كانت أزمة النفط التي حدثت في العام 1973 نقطة التحول في التعاملات بين كوريا والدول العربية المنتجة للبترول، مما أدى إلى توسع الاهتمام باللغة العربية".
وأرجع الدكتور كيون تزايد الاهتمام بتدريس اللغة العربية في كوريا إلى تزايد حجم التعامل التجاري والاقتصادي بينها وبين الدول الناطقة بالعربية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.
وأفاد أستاذ اللغة العربية بجامعة هانكوك، بأن اللغة العربية هي اللغة الأجنبية الثانية في المرحلة الثانوية في كوريا، حيث تم اعتمادها كمادة رسمية تعترف بها وزارة التربية والتعليم الكورية في العام 1995.
كما أشاد الدكتور كيون بالدور الذي تؤديه الملحقين الثقافية التابعة لسفارة خادم الحرمين الشرفين، وما تقوم به من دعم وتنسيق مع أقسام اللغة العربية في الجامعات الكورية، وتقديم الدورات المتخصصة في اللغة العربية وإقامة المسابقات والمهرجانات السنوية وغيرها من الأنشطة.
وعن تحديات اللغة العربية في كوريا، تحدثت رئيسة قسم اللغة العربية بكلية اللغات والثقافة الآسيوية الدكتورة نبيلة يون كونج، التي عزت السبب الذي تستمد منه اللغة العربية أهميتها في كوريا إلى كونها اللغة الرسمية لـ22 دولة عربية تقع في آسيا وشمال إفريقيا، إلى جانب كونها لغة القرآن التي يستخدمها يومياً في الصلاة مئات الملايين من المسلمين.
كما أرجعت اهتمام الكرويين بدراسة اللغة العربية إلى حجم النشاط الاقتصادي الذي تمارسه كوريا في الدول العربية من خلال شركات عملاقة، مثل شركات سامسونج، وإل جي، وكيا، وهيونداي، وغيرها.
وأفادت الدكتورة نبيلة يون كونج، بأن اللغة العربية تشهد حالياً إقبالاً من الطلاب الكوريين لدراستها ضمن اختبارات اللغة الأجنبية الثانية، لتصل نسبتهم 40 في المئة من إجمالي الطلاب.
وقالت كونج: "تعد جامعة هانكوك من أعرق الجامعات الكورية التي تدرس اللغات الأجنبية عامة واللغة العربية خاصة"، لتقدم بعد ذلك إحصائيات بأعداد دارسي اللغة العربية في الجامعات الكورية ومناهج دراستهم.
وتحدث بعد ذلك أستاذ اللغة العربية بجامعة هانكوك الدكتور كيم دونج هوان، عن اللغة العربية في المعاهد والجمعيات العلمية في كوريا، متناولاً الخلفية التاريخية لإنشاء المعاهد لدراسات الشرق الأوسط في كوريا منذ العام 1961.
وأشار الدكتور هوان إلى تطورات وأنشطة هذه المعاهد العلمية التي تعنى بدراسات الشرق الأوسط، وتاريخ تأسيس المعاهد والجمعيات الكورية التي تدرس اللغة العربية وتخصصاتها وإصدارات كل منها.
كما ناشد الدكتور كيم البلدان العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية، لبذل المزيد من الجهود في نشر اللغة العربية في بلاده، لما في ذلك من فائدة تعود على البلدين.
وطرحت الندوة الثانية التي قدمها الدكتور إيهاب مصطفى، بعنوان: "التنمية الثقافية تحديات الحاضر وتطلعات المستقبل"، عدداً من الموضوعات والتساؤلات حول التنمية والثقافة وعلاقتهما بالمجتمع في المرحلة الحالية.
وقدَّم أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة الدكتور أحمد زايد؛ ورقة عن ثقافة التطرّف، تتناول بالتفصيل مفهوم التطرّف ومعالم ثقافة التطرّف.
وأوضح الدكتور زايد أن المتطرف ينظر إلى العالم من منظور ضيق يحيد فيه عن حد العدل، فيرى الأمور بشكل لا يمكن أن يقبل فيه الآخر، كما أنه يميل إلى فرض الوصاية على الآخرين بأشكال مختلفة، منها طريقة نقده للمجتمع والرموز الثقافية.
كما تعرض أستاذ علم الاجتماع في ورقته إلى طرق مقاومة ومواجهة الفكر المتطرف من خلال التعامل مع العولمة بعقلانية، وبناء العقل المتفتح، وبناء روابط الثقة بين أفراد المجتمع، وتطوير الخطاب الديني، وبناء مجتمع المعرفة.
بينما ناقشت أستاذ علوم التربية بجامعة الملك سعود الدكتورة فوزية البكر، احتياجات المملكة العربية السعودية لتحقيق التنمية الثقافية في ورقة بعنوان: "سبل تحقيق التنمية الثقافية بما يتوافق مع المتطلبات المحلية والثقافة العالمية".
وتعرضت البكر في بحثها للمقصود بالتنمية الثقافية، حيث عرفتها بأنها "فضاء يتحرك في مدارات معرفية محددة بمنهجية وأولويات وذلك لتطوير وجدان معرفي مستقبلي يساعد قدرات الإنسان على التطور والإبداع".
كما شرحت بشئ من التفصيل أهمية التنمية الثقافية في ظل رؤية المملكة 2030، ومقوماتها، وسبل تحقيقها قائلة: "لكي نحقق التنمية الثقافية لابد من وجود استراتيجيات واضحة بين مؤسسات الدولة والخاصة في مجال تشجيع العناية بالشأن الثقافي، وتشجيع المبدعين في كل القطاعات، والذي سيكون عاملا مهما لطفرة حقيقية".
وذكرت أستاذ علوم التربية، أن كل أنواع التنمية السياسية والتشريعية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والاجتماعية تحتاج لتحقيقها إلى تنمية ثقافية.
واختتمت الدكتورة البكر ورقتها باستعراض المتطلبات التي تحتاجها المملكة العربية السعودية للنهوض بالتنمية الثقافية.
من جانبه، قدّم أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة الدكتور سعيد المصري، في ورقة بعنوان "الثقافة والتنمية المستدامة"، تعريفاً للتنمية المستدامة بأنها "كل صور التطوير المستمر والهادف للارتقاء بالحياة الإنسانية بصورة عادلة ومتوازنة"، مستعرضاً التحديات الثقافية لها.
وفي ختام الندوة، ألقت أستاذ النقد والأدب الحديث بجامعة الإسكندرية الدكتورة سحر الشريف، ورقة بحثية بعنوان: "دور المسرح في التوعية الثقافية تجربة المسرح الجامعي في مصر نموذجاً"، أوضحت فيها كيف يعد المسرح من أكثر الفنون تأثيراً في وجدان الشعوب، لدرجة أنه أصبح من الركائز الأساسية التي تقدم فرص التنوير من خلال ما يقدمه من علوم ومعارف وحقائق في شتى المجالات، فضلاً عن مخاطبته كل فئات وشرائح المجتمع.
واختتمت فعاليات البرنامج الثقافي لليوم الأول بأمسية شعرية، شارك فيها كل من الشاعر الدكتور حسن طلب، والشاعر جمال المُلا، وشاعر عكاظ جاسم الصحيح، والشاعر محمد عبدالباري، وأدارها الدكتور منصور الحارثي.